هاجر رسول الله مع صاحبه أبي بكرٍ -رضي الله عنه- عندما أذن الله -تعالى- له
بالهجرة، فلمّا سمعت قريش بذلك بدأت
بمُلاحقتهما، فاختبأ النَّبيُّ وأبو بكرٍ في الغار، وكان الله -تعالى- قد هيَّأ لهما المكوث فيه
حِرصاً على عدم اقتراب المُشركين منهما
إلّا أنّ أبا بكرٍ روادته مشاعر الخوف، فأخبر النَّبيَّ بأنّه لو نظر أحدٌ إلى الأسفل
لرآهما، إلّا أنّ النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- طمأنه
وقال له: (ما ظنّك باثنين الله ثالثهما)؟[١١] فارتاح أبو بكرٍ لكلام رسول الله، ومكثا في
الغار ثلاثة أيّامٍ، ثمّ أكملا مسيرهما إلى
المدينة المنورة. وقد روى أبو بكرٍ الصديق -رضي الله عنه- ما حصل قائلاً: (كُنْتُ مع
النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الغَارِ فَرَأَيْتُ آثَارَ
المُشْرِكِينَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، لو أنَّ أحَدَهُمْ رَفَعَ قَدَمَهُ رَآنَا، قالَ: ما ظَنُّكَ باثْنَيْنِ
اللَّهُ ثَالِثُهُمَا)